Monday, April 25, 2011

خارج المعتاد

كليشيه جديد أبدأ به و هو انني أتمني إن لم تمت لتشهد معي أغرب و أجمل وأروع ما حدث علي المستويات جميعا .. أن تكتشف ان لا يوجد مستحيلات و اننا لا نحيا إكلينيكيا مثلما حيينا لسنوات عدة ، كنت أتمني رؤية هذه الفرحة ترقص في ملامحك وتزغرد في هتافك لي ولكل من يهمك أمرهم بالاستمرار و التقدم حتي النهاية، بالتأكيد كان منتهي السعادة هو أن تكون متواجدا لتري ما حدث و لتبكي معي في الميادين فرحا بنصر لم يتخيل حدوثه أحد

مجموعة من اللحظات المتباينة التي لا أعرف ان كانت انتهت أم ليس بعد – و أنت خارج الصورة و داخلها بأقصي الحدود - الحدود التي انكسرت جميعا في هذا الظرف الخارج عن كل المألوف و كل المعتاد

و هناك اعتياد مطلق علي القيد ، ان لم نجد هذا القيد، بحثنا عنه حتي أوجدناه، القيد هنا وهناك، في الحلم و الوعي و اللاوعي .. إلا في تلك اللحظة التي اختفت فيها جميع الأسوار و انطلق كل منا في اتجاه واحد .. روح جديدة حلت بي و بغيري، ليست روح، هي رياح و أمواج دافئة تضرب كل من يقف أمامها، طاقة تدفقت في العروق و الأوردة و كأننا نبعث من موات ، فهل بعثت أنت في تلك اللحظة لتشهد كل ما هو غير مألوف و لا معتاد؟

خلايا و شرايين أدمغتنا تنبض بلا هوادة و الأدرينالين يتدفق في كل سنتيمتر من أجسادنا، الابتسامة لم تفارقنا ، وكما قال أحدنا ، نحن علي قمة هرم السعادة .. و الكون بأكمله يقف بجانبنا وأنتم يا من شهدتم الغليان الأول والقوة والرغبة في الحياة حتي تكملوا ما بدأتوه تقفون في الميادين ذاهلين اننا نفعل ما نفعل و نرتجل كل ما هو خارج عن المألوف و عن المعتاد .. و بالطبع و كما تقول كل القوانين الكونية فقد تكاتلت جميع الأحداث الغير مألوفة لتأخذ مكانها في هذا البورتريه العجيب الذي أراه قطعة فنية لا وجود مثال لها ، تضاهي الرسومات السريالية غرابة و الأنغام الفيروزية دفئا وليالي القاهرة الباردة سحرا ومحبة العاشقين تفردا .. لوحة اندمجت فيها التفاصيل و تجردت تماما من كل الشوائب التي تحولت في لحظة الي نقاط قوة .. لوحة تداخل فيها المكان مع الشخص و توقف عندها الزمن و توسل ألا تنتهي

ونحن – كما تعرف – تعلمنا أن نحيا من بضعة كلمات ، ليس إلا بضعة كلمات و بضعة مواقف وكلها في النهاية ذكريات لي و لمن هو مثلي، ولكن يبدو ان ذاكرتنا لم تعرف النسيان أبدا .. و ما أريد أن أقوله لك باختصار أن الموضوع بأكمله هو بضعة لحظات .. فقط لحظات تقف منفصلة تماما خارج السياق وإن صنعت هذا السياق أحيانا .. لحظات بعينها أتذكرها بكل قوة الذاكرة الممكنة و أحفظها توقيتا و موقفا و شخوصا و أشياءا .. لحظات قلبت الموازين وانتظرتها أنت وانتظرتها أنا و انتظرها الكثير والكثير من هؤلاء الذين يشبهوننا والذين لا يمتون الينا بصلة .. هي لحظات يا أبي كان معظمها صادما و غريبا و غير متوقعا و مبهجا و مقلقا و رائعا و غير مألوفا و بالتأكيد غير معتادا أبدا .. و أنا لا أكتب لك كي أبكي موتك قبل أن تشهد هذه اللحظات ، ولا أكتب لك لأحكي عنها وعنا، أنت تعرفني، أكتب حين أخاف و حين أحزن و حين أشعر بالخطر، و الآن أسطر هذه الكلمات و هذه المشاعر تحتل قلبي فلا أستطيع حتي أن أنام و أكاد أفقد عقلي من الأرق و يسألني الجميع طوال الوقت " مالك " و لا أحد يستوعب بالطبع " مالي " سواك .. أخشي أن اللحظات قد بدأت في الانتهاء ، و أشعر انني استهلكتها في وقت قليل .. و ربما إن عاد الزمن لقسمتها علي بضع سنوات حتي لا تنفذ سريعا و أعود مرة أخري الي المألوف و الي المعتاد

Written on Monday, March 7, 2011 at 2:00am

No comments: