Monday, April 25, 2011

قالت و قالت

هي
نصحتها دوما الا تنتظر
الانتظار مميت و قاس
ولا يجلب سوي المتاعب
أخبرتها ان تكف عن اختيار الحلول الوسط
ان تتقبل الأمر الواقع
ان تكف عن التصرفات الطفولية
و ان تنضج
أخبرتها ان الوقت يداوي أحيانا المشاكل و الجروح
و أخبرتها أيضا ربما لن يلتفت الوقت لنا
قالت انها تعرف كل شيء ضمنيا
فهي دائما في المكان نفسه
قالت انها تحفظ احباطاتها و جروحها و أحلامها في علبة التبغ التي لا تفارق يديها
تحفظ كل شيء و تعرف كل شيء
قالت انها تعرف جميع الأزرار التي تتوق لضغطها في آلة الزمن
و بالترتيب
قالت انها ستحتمل كما احتملت من قبل
و قالت انها اخطأت كثيرا
و قالت انها لم تخطيء ابدا
قالت الكثير

أما هي
فتذكرت
اللقاء و الدهشة و لحظات الفرح و لحظات الجنون
الأصدقاء، و الاكتئابات، و الصمود و السخرية من كل شيء
القرارات الغبية، و الانهيار أحيانا
الحافلة الصغيرة، الغرف الخالية الا من الذكريات
الأوراق و الكتب و المقهي
الصور الضاحكة، البارانويا
و المرة الأولي من الكثير من الأشياء
البنايات العتيقة، فيروز تشدو في كاسيت نصف مكسور
المدفأة القديمة و السهرات التي تتخللها بعض النسمات الباردة - و ان كانت تبدو الآن دافئة
العلاقات المضحكة من فرط السذاجة
و ان كانت تبدو اليوم صادقة حين تتذكرها
الصدامات، المؤامرات، الخسارة
الشتاء و هو يحاول ترتيب الأحداث
الأحزان، الفراق ثم العودة
الغربة و الألم والحنين أحيانا، التناقضات التي تزايدت بشكل مميت
مئات المحاولات
تذكرا معا
كل الأشياء
و كل اللحظات
ثم انتهي كل شيء

كلمة أخيرة قلتها لك مرارا
نهضت يوما من نومي في الفجر
و كنت وقتها أؤمن ان كل شئ و أي شيء من الممكن ان يحدث
هل تعرفي هذا الاحساس؟
اتذكر انني كنت أقول لنفسي
ربما تكون هذه هي البداية الحقيقية للسعادة
ربما تبدأ السعادة الآن
و بالطبع لن تنتهي علي الفور
و سيكون دوما هناك المزيد
و لم أدرك يوما انها لم تكن البداية
و انها كانت هي اللحظة الحقيقية
كانت تلك هي السعادة
Written on Wednesday, October 29, 2008 at 6:02am

No comments: