Saturday, March 17, 2012

رغي



المطار والأميال والبوابات الحديدية السخيفة

الأمطار المستمرة والموسيقا وأحيانا الثلج

الثلج أبيض ونظيف وجميل ولكنه بارد

شوارع لا تعرفنا ولا نعرفها، وجوه صفراء وحمراء وسوداء وأعين علي كل شكل ولون

مئات المعاطف والأحذية الملونة والتي تتناسب مع البرودة القارصة

ولسعة البرد تقرص الأطراف وتكاد تصل الي خلايا المخ والأوردة

وبوابات المطار مرة أخري، الكثير والكثير من بطاقات الركوب والوصول والمغادرة، خضراء وزرقاء وبيضاء

والأمتعة دائما ثقيلة، دائما تصل متأخرة، مثلي، تكاد تفتعل الأسباب كي لا تغادر

وأنت، هناك في الدفء بعيدا عن كل هذا الزخم والضوضاء والبرودة،

في عالمك الصغير وتفاصيلك اللامتناهية وعينيك الساحرتين .. أنت هناك

في كل مرة أقف علي إحدي بوابات المغادرة في إحد المطارات الكئيبة أغمض عيناي لحظة

أصبحت عادة

أغلق عيناي كي أراك مبتسما، كي أراك حزينا وأنت تغادر صالة المسافرين، كي أراك تصل إلي يداي تحتضنك مرة أخيرة في أمل ألا تنتهي اللحظة

أغلق عيناي كل يوم لأراك وأنت مستلقيا في وداعة بجانبي، لا تنطق بكلمة حتي يسود السلام الكون

أغلق عيناي كل يوم لأراك ممسكا بيدي أحيانا في رقة وأحيانا بكل القسوة عندما تكون غاضبا

أغلق عيناي دائما – أصبحت عادة – لأراك وأنت قلقا وغير مستعدا لي وربما غير راغبا في الاستمرار

أغلق عيناي الآن ودوما لأري الفضاء وراءك وأنا أحتضنك في سكون لمدة لا تقل عن النصف ساعة

أغلق عيناي لكي أراك في رأسي، أراك ضاحكا ومهموما وقلقا ، غارقا في كوكبك الخاص، تريح رأسك بين يدي وتحلم وأنا أراك دون أن أراك


أغلق عيناي .... أتعلم؟ اكتشف اليوم أنني لم أري الكثير في رحلتي هذا، فأنا لم أفتح عيناي سوي لحظات قليلة، أري في تلك اللحظات أنك علي بعد آلاف الأميال، فأعود وأغلقهم من جديد

20 / 12 / 2011

No comments: