Saturday, March 17, 2012

رومانتيكيات بلهاء



عيناك هي اكتشاف السنة

تضيع اللحظات السعيدة، وتنهار بعض الآمال أو كلها وتظل عيناك هي الاكتشاف الحقيقي للسنة

فحين تنتهي كل اللحظات السعيدة والانتكاسات الغير سعيدة، وعندما نقرر النزول من فوق هرم السعادة، ونري الحياة بكل قبحها وتعاستها وآلامها .. تظل عيناك تطرح رؤية جديدة


لم أعرف ابدا لماذا تطل هذه النظرة المنبهرة من عينيك؟

هل تري العالم بكر

هل تري الشخوص المشوهه كأنهم أطفال يرون الشارع لأول مرة ويرغبون في لمس كل شيء بأصابعهم الصغيرة؟

هل تري السماء صافية؟

هل تري الشتاء كشتاء أفلام أليس في بلاد العجائب؟

هل تري الأشجار خضراء جدا وأوراقها صفراء جدا وزهورها تصل لمنتهي الألوان؟

هل تري أرانب وسناجب يلمع جلدها وتتقافز في فرح وأمان؟

هل تري عصافير ملونة وحمائم تطير في سلام دون أن يصطادها صياد بارع؟

هل ترانا خلف الدخان والسواد والتلوث وصغائر الأمور التي تقتل لمعة أعيننا؟

هل تري أعيننا – نحن المشوهين بالدماء والإنهزامات والثورات المنقوصة – بريئة نقية؟

كيف تري العالم وكيف ترانا؟

كيف تحمل عينيك كل هذه البراءة والانبهار والسلام؟

أري عينيك مغلقة ولاتزال تعكس كل هذا، لا تزال تنظر نظرة الصبي الذي يمسك بمعصم أمه في لهفة وشغف واحتياج تنطلق دون قيد أو خجل

الغريبة أنك عندما تبتسم، عندما تضحك، وعندما يتجهم وجهك .. لا تظهر أي خطوط في محيط عينيك، فتظل عينيك صافية، رائقة، لا مجال لاختلال التعبير البريء الذي ينطلق منهما، حتي عندما تذهب عيناك الي فضاء رحب واسع في تأملات بعيدة أو ذكريات معينة أو حتي أفكار مؤلمة أحيانا، تظل نفس النظرة، نفس الصفاء الأشبه بموجة حانية علي شطآن خالية من الرمال


هذا الكم من التشبيهات الرومانتيكية لا يشبهني ابدا، ولذا سأتوقف عن الكتابة .. ولكن في كل مرة تراني أتطلع الي عينيك في مرآة سيارة أو من وراء دخان التبغ أو حتي بين الكثير والكثير من الوجوه الغير عابئة، كن واثقا أنني أتأكد فقط أنها مازالت كما هي .. ملهمة لحياه أفضل


No comments: