Thursday, March 22, 2012
حاجات جوانية
Saturday, March 17, 2012
تفاصيل
رومانتيكيات بلهاء
عيناك هي اكتشاف السنة
تضيع اللحظات السعيدة، وتنهار بعض الآمال أو كلها وتظل عيناك هي الاكتشاف الحقيقي للسنة
فحين تنتهي كل اللحظات السعيدة والانتكاسات الغير سعيدة، وعندما نقرر النزول من فوق هرم السعادة، ونري الحياة بكل قبحها وتعاستها وآلامها .. تظل عيناك تطرح رؤية جديدة
لم أعرف ابدا لماذا تطل هذه النظرة المنبهرة من عينيك؟
هل تري العالم بكر
هل تري الشخوص المشوهه كأنهم أطفال يرون الشارع لأول مرة ويرغبون في لمس كل شيء بأصابعهم الصغيرة؟
هل تري السماء صافية؟
هل تري الشتاء كشتاء أفلام أليس في بلاد العجائب؟
هل تري الأشجار خضراء جدا وأوراقها صفراء جدا وزهورها تصل لمنتهي الألوان؟
هل تري أرانب وسناجب يلمع جلدها وتتقافز في فرح وأمان؟
هل تري عصافير ملونة وحمائم تطير في سلام دون أن يصطادها صياد بارع؟
هل ترانا خلف الدخان والسواد والتلوث وصغائر الأمور التي تقتل لمعة أعيننا؟
هل تري أعيننا – نحن المشوهين بالدماء والإنهزامات والثورات المنقوصة – بريئة نقية؟
كيف تري العالم وكيف ترانا؟
كيف تحمل عينيك كل هذه البراءة والانبهار والسلام؟
أري عينيك مغلقة ولاتزال تعكس كل هذا، لا تزال تنظر نظرة الصبي الذي يمسك بمعصم أمه في لهفة وشغف واحتياج تنطلق دون قيد أو خجل
الغريبة أنك عندما تبتسم، عندما تضحك، وعندما يتجهم وجهك .. لا تظهر أي خطوط في محيط عينيك، فتظل عينيك صافية، رائقة، لا مجال لاختلال التعبير البريء الذي ينطلق منهما، حتي عندما تذهب عيناك الي فضاء رحب واسع في تأملات بعيدة أو ذكريات معينة أو حتي أفكار مؤلمة أحيانا، تظل نفس النظرة، نفس الصفاء الأشبه بموجة حانية علي شطآن خالية من الرمال
هذا الكم من التشبيهات الرومانتيكية لا يشبهني ابدا، ولذا سأتوقف عن الكتابة .. ولكن في كل مرة تراني أتطلع الي عينيك في مرآة سيارة أو من وراء دخان التبغ أو حتي بين الكثير والكثير من الوجوه الغير عابئة، كن واثقا أنني أتأكد فقط أنها مازالت كما هي .. ملهمة لحياه أفضل
تمن سنين
رغي
المطار والأميال والبوابات الحديدية السخيفة
الأمطار المستمرة والموسيقا وأحيانا الثلج
الثلج أبيض ونظيف وجميل ولكنه بارد
شوارع لا تعرفنا ولا نعرفها، وجوه صفراء وحمراء وسوداء وأعين علي كل شكل ولون
مئات المعاطف والأحذية الملونة والتي تتناسب مع البرودة القارصة
ولسعة البرد تقرص الأطراف وتكاد تصل الي خلايا المخ والأوردة
وبوابات المطار مرة أخري، الكثير والكثير من بطاقات الركوب والوصول والمغادرة، خضراء وزرقاء وبيضاء
والأمتعة دائما ثقيلة، دائما تصل متأخرة، مثلي، تكاد تفتعل الأسباب كي لا تغادر
وأنت، هناك في الدفء بعيدا عن كل هذا الزخم والضوضاء والبرودة،
في عالمك الصغير وتفاصيلك اللامتناهية وعينيك الساحرتين .. أنت هناك
في كل مرة أقف علي إحدي بوابات المغادرة في إحد المطارات الكئيبة أغمض عيناي لحظة
أصبحت عادة
أغلق عيناي كي أراك مبتسما، كي أراك حزينا وأنت تغادر صالة المسافرين، كي أراك تصل إلي يداي تحتضنك مرة أخيرة في أمل ألا تنتهي اللحظة
أغلق عيناي كل يوم لأراك وأنت مستلقيا في وداعة بجانبي، لا تنطق بكلمة حتي يسود السلام الكون
أغلق عيناي كل يوم لأراك ممسكا بيدي أحيانا في رقة وأحيانا بكل القسوة عندما تكون غاضبا
أغلق عيناي دائما – أصبحت عادة – لأراك وأنت قلقا وغير مستعدا لي وربما غير راغبا في الاستمرار
أغلق عيناي الآن ودوما لأري الفضاء وراءك وأنا أحتضنك في سكون لمدة لا تقل عن النصف ساعة
أغلق عيناي لكي أراك في رأسي، أراك ضاحكا ومهموما وقلقا ، غارقا في كوكبك الخاص، تريح رأسك بين يدي وتحلم وأنا أراك دون أن أراك
أغلق عيناي .... أتعلم؟ اكتشف اليوم أنني لم أري الكثير في رحلتي هذا، فأنا لم أفتح عيناي سوي لحظات قليلة، أري في تلك اللحظات أنك علي بعد آلاف الأميال، فأعود وأغلقهم من جديد
20 / 12 / 2011